قد يكون هناك عامل خطر مختبئ في منازلنا، والأسوأ من ذلك، أن الكثيرين يجهلونه تماما، يموت ما يقارب 3200 شخص كل عام في كندا بسبب سرطان الرئة الناجم عن غاز يوجد في كل منزل بالبلاد بنسب متفاوتة، و هو غاز لا يمكن للإنسان أن يشعر به لأنه لا لون ولا رائحة له، نتحدث هنا عن غاز “الرادون”، إذ يعتبر هذا الغاز أحد مصادر الإشعاع الطبيعي الذي يمثل خطراً على صحة الإنسان.
وفي حديث لجريدة الأطلسي العربية مع السيدة “رباب لبن” أخصائية جهوية في الإشعاعات في الجهة الأطلسية، أكدت أن “غاز “الرادون” يوجد بنسب مختلفة في كل منزل يوجد على الأراضي الكندية، إذ أنه عديم الرائحة و اللون و المذاق، يتسرب من باطن الأرض إلى المنازل عبر شقوق الأرضيات أو عبر الثغرات الموجودة حول الأنابيب أو فواصل البناء
..، و يميل إلى التركيز بشكل كبير في الأقْبية”
و قالت أن ” التعرض لغاز “الرادون” بنسبة مرتفعة و لمدة زمنية طويلة يؤدي إلى خطر الإصابة بمرض سرطان الرئة، أما بالنسبة للمستوى الذي يشكل خطرا فهو 200 بيكريل لكل متر مكعب للهواء (200 بيكريل/م3 ” و أضافت أن “وزارة الصحة الكندية تنصح باتخاذ التدابير اللازمة لتخفيض هذا المستوى “
و لقياس كثافة غاز “الرادون” في البيوت السكنية، أوضحت السيدة رباب أن “هناك طريقتين لقياس هذا الغاز، الأولى و هي أنه يمكن للشخص شراء جهاز الاختبار طويل الأجل عبر موقع www.takeactiononradon.ca و استعماله بنفسه و ذلك باتباع التعليمات بدقة لإكمال الاختبار بشكل صحيح، أما بخصوص الطريقة الثانية فيمكن للشخص الإتصال بمحترف معتمد من البرنامج الوطني للكفاءة في الرادون بكندا لتقديم الخدمات اللازمة لقياس مستوى “الرادون” في المنزل بإجراء اختبار طويل الأمد لا يقل عن ثلاثة أشهر، كما أن الأصح أن يجرى هذا الاختبار في فصل الشتاء”.
و لتقليص تركيز غاز ” الرادون” في البيت أكدت الأخصائية على أن “الحل الأفضل و الأنجع هو الإتصال بمحترف معتمد ليتفحص المنزل، و بعد الفحص يختار الطريقة المناسبة لاعتمادها من أجل تقليص مستوى الرادون، و الطريقة الأكثر اعتمادا هي تركيب نظام خفض الضغط النشط في البيت”
و أشارت أن “ثمن جهاز فحص غاز “الرادون” لمن يريد أن يشتريه يتراوح ما بين 60$ و 70$، أما تكلفة تخفيض غاز “الرادون” فتعتمد على الحجم و تصميم المنزل و العمل المطلوب، و تتراوح ما بين 2000$ و 4000$”
و ختمت ” حسب الإحصائيات التي قامت بها وزارة الصحة الكندية بمقاطعة ” نيوبرونزويك” فإن واحدا من أصل 5 يعيش بمنزل فيه مستوى أعلى من الدليل الإرشادي، أي أكثر من 200 بكريل للمتر المكعب في الهواء (200 بيكريل/م3) ، لذا أنصح الجميع بشراء جهاز الاختبار لفحص منازلهم لمعرفة نسبة احتوائها على هذا الغاز”
