تعتبر لغتنا العربية من أغنى وأجمل وأكمل اللغات العالمية ، نظرا لاحتوائها على حروف لا توجد في اللغات الأخرى ، بحيث يضطر أصحاب اللغات الأخرى ، إلى تركيب الحرف العربي الواحد من حرفين ، كما أن اللغة العربية تستخدم الحركات الإعرابية والتشكيل ( الضمة ، الفتحة ، الكسرة ، السكون ) لتغيير معنى الكلمة الواحدة ، وهو ما لا يتوفر في اللغات الأخرى .
أولا / الحروف : أحرف اللغة العربية هي 28 حرفا ، بها ستة أحرف لا توجد في باقي اللغات أولها حرف الضاد ( ض ) ، ومنه عرفت اللغة العربية بلغة الضاد ، بحيث يتم مقابلها استخدام حرف ( D ) رغم أن حرف الدال موجود في اللغة العربية ، أما باقي الحروف فهي( الحاء ، الخاء ، الطاء ، الظاء ، العين ، الغين ) ، حيت أن اللغتين الرئيستين في العالم ( الإنجليزية والفرنسية ) استعملت حرف (H) وهو في الأصل يقابل الحرف هاء ( ه ) ، أما حرف الخاء ( خ ) فقد استخدم مقابله الحرفان ( KH ) ، أما حرف الطاء ( ط ) فيتم مقابله استخدام حرف ( T ) ، مع العلم أنه يقابل أيضا حرف التاء ( ت ) في اللغة العربية ، ومقابل حرف الظاء ( ظ ) يتم استخدام الحرفين ( DH ) مثل أبو ظبي (Abu Dhabi ) أما حرف العين ، فقد استخدموا مقابله حرف ( A ) مثل كلمة عرب ( Arab ) ، وفي مقبل حرف الغين ( غ ) ، فقد نسج مقابلها حرفان هما ( GH ) ، أخيرا حرف الضاد الذي لم تجد باقي اللغات له لفظا أو بديلا.
ثانيا / الحركات : استخدم العرب الحركات ، رفعا بالضمة ، ونصبا بالفتحة ، وجرا بالكسرة ، والسكون في حالة الجزم . وبذلك أمكنهم بهذه الحركات تغيير معنى الكلمات ، بدون استخدام حروف زائدة لتوضيح معناها ، ونسوق لذلك هذا المثال عند رسم كلمة ( عقد ) بعد تشكيلها بالحركات، حيث حين تكتب بفتح العين وتسكين القاف ( عَقْدٌ ) تكون بمعنى اتفاق أو عهد ، وتتغير إلى ( عَقْد ) بفتح القاف وتسكين العين ، وهي تعني مدة عشر سنوات من الزمن وتصبح (عِقْدٌ) أي بمعنى ( قلادة ) وذلك عند ضم العين وتسكين القاف وليس كما تنطق بالعامية ( عُقُد ) ، أما إذا كتبت بضم العين وفتح القاف ( عُقَد ) فهي جمع عُقدة ، ، ويمكن أن تصبح فعلا ماضيا ( عَقَدَ ) بفتح الأحرف الثلاثة ، ويمكن استخدامها في عدة أوجه ، فتقول عَقَدَ اجتماعا ، أبو بمعنى أبرم ، عَقَدَ اتفاقا ، وفي شكل آخر نكتبها ( عَقَّدَ ) بفتح القاف وتشديد القاف المفتوحة ، وفتح الدال ، أي بمعنى صعَّب ، وبذلك أصبح لكلمة ( عقد ) بعد تشكيلها سبعة معاني.
لغتنا العربية من أغنى وأجمل وأكمل اللغات العالمية
– د. عبد القادر فارس