ماذا كان يحتاج منكِ إخوتي،
حين رحلوا إليك؟
إنّ المسافة الفاصلة بين لاجئ وغريق،
هي عينها التي تفصل بين منزلين متحاذيين..
أحدُهما بلا نوافذ،
متهالكٌ.. قديمٌ
كأنه ضريح.
والآخرُ جميلٌ على جدرانه زُخرف،
وتاريخٌ مُصوّر
لرحلة الإنسان في الحياة.
لم يتركِ المعذّبون ديارَهم،
إلا بعد أن عمّروها برسائلَ
كُتبتْ بدماءٍ
عن المختصر في الحياة…
***
بلا جدوى.
لم يهاجر شعبٌ بأكمله
على متن قارب مطاطي،
كي يستكشف حوريات البحر،
وهي تقع على بضع نبضات
من الساحل الجنوبي لجزيرة مليحةٍ
لها تجارب في المآسي.
أصحابُ هذا المركب
!لا ينجون
ها هو البحر يبتلع
كلّ من لجأ إليه،
فما عاش إلا قليل.
الطريق إلى لامبيدوزا،
قطعة نارٍ على جليد.
بقدر ما اقترب الهاربون من الشّطّ،
***
ازداد هول الفجيعة..
مما رمى البحر.
أيّها البحر بكاملِ حُرّاسه،
ليس هذا اللاجئ طُعما لحلمكَ الضيقِ،
وإن اتّسعتَ ماء.
أنتَ لست مقبرة..
وليس الهروب إليكَ وعبرَك ومنكَ ذلاّ،
ولا المَركَبُ بوصلة.
حين سكت الفنار عن إشارته،
ضلّتْ جُزرٌ موطنها،
!فتلقّفها البحرُ.. ما أغدره