إن التعليم هو أحد أهم مراحل نمو أبنائنا وبناتنا العلمي والشخصي والفكري، ومن الضروري جداً أن تكون المدارس مكانًا آمنًا ومحايدًا يُخصص لتطوير معرفتهم وتنمية مهاراتهم. إلا أن الآونة الأخيرة شهدت تطورات مقلقة في المدارس الكندية، حيث تمت محاولة فرض أجندات تتعلق بالشذوذ الجنسي على الأطفال، لا سيما في مراحلهم العمرية الأولى. تسببت هذه التوجهات في استياء كبير لدى العديد من أولياء الأمور الذين يرون أن تلك القضايا الحساسة يجب أن تُفصل عن محتوى التعليم في المدارس الحكومية الممولة من دافعي الضرائب.
وفي الحادية عشرة صباحاً، خرج المتظاهرون من أمام مبنى البلدية في مسيرة امتدت وصولاً إلى حديقة “سنتينيال بارك” حيث التحمت هذه الحشود مع وقفة أخرى كانت قد تكوّنت بالفعل أمام الحديقة ليتخطى عدد المتظاهرين 500 شخص في وقفة تعد الأكبر من نوعها في مدينة مونتكون ذات الكثافة السكانية المنخفضة. وخلال المسيرة، قام سائقو السيارات بتحية المتظاهرين عن طريق قرع أبواق السيارات والتلويح بعلامات النصر وتوزيع عبارات الشكر والامتنان للمتظاهرين.
قامت وسائل إعلامية –من ضمنها قناة الأطلسي العربية- بتغطية الفاعلية، وعقدت لقاءات متعددة مع المشاركين الذين أكدوا أن رسالتهم لا تحمل أي كره لأي فصيل أو مكوّن في المجتمع الكندي، ولكن الرسالة متعلقة حصراً بما يتم فرضه على أطفالهم في المدارس. كما قامت بعض المحطات الأخرى بنقل بعض جوانب الفاعلية بصورة مرئية وظهرت لقطات منها في مختلف نشرات الأخبار المحلية والوطنية. الجدير بالذكر، أن هذه المظاهرات قد انطلقت في مختلف المدن والمقاطعات الكندية من المحيط إلى المحيط، وهذا أمر نادر الحدوث، إذ أن المتعارف عليه أن تكون الوقفات ذات طابع محلي بحيث تكون في مدينة بعينها أو عدة مدن في ذات المقاطعة على أكبر تقدير.جسدت هذه المسيرة بدايةً لحوار هام حول دور المدارس في تشكيل تطور الأطفال. وهي دعوة للتفكير بعمق في الأهداف والمحتوى الذي يجب أن تقدمه المدارس لأبنائنا. وبتحقيق هذا الهدف، سنضمن تقديم بيئة تعليمية تشجع على الاستقلالية الفكرية وتعزز من تطور الأجيال الصاعدة.
ختاماً، يجب أن نشعر بالسعادة والفخر لما تم تحقيقه خلال هذه المسيرة. فقد قدمت دليلاً قوياً دليل على فعالية هذا المجتمع عندما يتحد أفراده من أجل مصلحة أطفالهم ومستقبلهم. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن هذه هي مجرد بداية، وأنه يجب أن تتبعها المزيد من الخطوات في نفس الاتجاه. يجب علينا أن نستمر في الضغط من أجل توفير بيئة تعليمية آمنة ومستقلة لأطفالنا، وأن نعمل بتواصل دائم مع المدارس والجهات المعنية لضمان تحقيق هذا الهدف النبيل.